
تحت شعار (الاعلام والمسؤولية الوطنية) الهيئة تعقد جلسة حوارية حول الوضع الاعلامي في العراق
عقدت هيئة الاعلام والاتصالات جلسة حوارية يوم الاحد الموافق 26/6/2016 في بغداد, وبحضورالسيد رئيس مجلس الامناء الدكتور علي الخويلدي وعضوي مجلس الامناء الاستاذ جاسم اللامي والاستاذ خليل الطيار وبحضور مدير المكتب الاعلامي لرئاسة الوزراء ورئيس مجلس الامناء ومدير شبكة الاعلام العراقي وبمشاركة واسعة من الاعلاميين والصحفيين ومدراء بعض القنوات الفضائية.
افتتح الجلسة رئيس مجلس الامناء الدكتور علي ناصر الخويلدي بكلمة اكد فيها على ضرورة تحمل المسؤولية الاعلامية تجاه القضايا الوطنية المشتركة بين الهيئة والاعلاميين، مبينا ان محاور الجلسة تاتي لايضاح رؤية الهيئة عن الاعلام والوضع الحالي للبلد، والاستماع الى اراء المؤسسات الاعلامية والاعلاميين عن الخطاب الاعلامية.
هذا واشاد الدكتور الخويلدي بدور الاعلام الوطني ووقوف مع القضايا الوطنية في مكافحة الارهاب، ومحاربة الخطابات والتيارات الطائفية، وتعزيز روحة المواطنة ورص الصف الوطني.
عضو مجلس الامناء الاستاذ خليل الطيار بدوره دعا النخب الاعلامية الى ان تتفق على خطاب اعلامي موحد, نظرا لوجود هجمة اعلامية تستهدف العراق, وتحتاج ارادة عراقية حقيقية لردها، وعنصر التسويق والصناعة.
واشار الطيار الى ان الاعلام الحديث له يد في صناعة الرأي العام, وهناك فرق في تصنيع اعلام لردع الاخر, او تصنع اعلام لهويتك النموذجية وتسوقها للاخر, مبينا ان هكذا امور هي من مسؤولية الصحفيين والمثقفين والاعلاميين.
وتحدث رئيس تحرير مجلة الشبكة السيد جمعة الحلفي: عن ملاحظته لضعف الاعلام المحلي على المستوى التقني والتسويقي وعلى مستوى الاداء, بالمقابل هنالك اعلام معادي يمتلك تقنيات عالية في الاعداد والتصوير والديكور والمقدمين والبرامج التفاعلية.
واشار الى وجود عشرات القنوات والمحطات التلفزيونية العراقية, تتكلم بخطاب واحد وبنشرات سياسية واحدة ومتشابهة, واشخاص يتكررون في نفس المحطات, معربا عن استغرابه لعدم استطاع الاعلام المحلي وخلال 12 سنة من اطلاق قناة فضائية واحدة تستطيع مخاطبة الرأي المحلي والدولي.
واضاف الحلفي ان العديد من القنوات والفضائيات الموجهة للعراق, مثل روسيا اليوم وفرانس 24, تمكنّت من استقطاب واستهداف المواطن العربي والعراقي, لانه يجد فيها الاخبار التي يبحث عنها, بينما لايجد مايبحث عنه في قنواته وفضائياته المحلية, لذلك لم يصل الاعلام المحلي الى المشاهد العربي والعالمي, ورغم وجود الاف الاجانب ومن جنسيات مختلفة في العراق, الا ان الاعلام والصحافة العراقية فشلت في الوصل اليهم، نتيجة عدم اصدار مؤسسة الاعلامية ناطقة بالانكليزية لمخاطبتهم.
واشاد السيد الحلفي بالجوانب الايجابية للاعلام العراقي, مشيرا الى ان هنالك الاعلام وطني تمكن من الوصول بصورة جيدة الى المواطن العراقي, عبر تغطية الحرب ضد داعش بتواجد المراسلين الحربيين في سوح القتال, ونقل الصور والرسائل المؤثرة لمعاناة النازحين، الامر الذي كلفها مئات الشهداء والجرحى من المصورين والمراسلين. منتقدا في الوقت ذاته خطاب بعض القنوات السياسية, لعدم اتسام عملها بالمهنية والموضوعية, مثل محاولة تشويه سمعة وتضحيات القوات المسلحة والحشد الشعبي في انتهاك حقوق المدنيين العزل.
ودعا الى خلق تعاون مشترك بين القنوات الاخبارية في تبادل ونقل التقارير, وخاصة التي تنقل من جبهات القتال الامر الذي يوفر مشاهدة واسعة.
رئيس مجلس امناء شبكة الاعلام العراقي الدكتور علي الشلاه قال في كلمته: ان الاعلام والمسؤولية الوطنية عنوان يشمل الاحداث والتطورات على الصعيد الوطني العراقي والعربي, ويتوهم من يقول بوجود اتفاق على الثوابت, مبينا ان هنالك في العراق من لايفرق بين المسؤولية الوطنية وبين الرؤية الوطنية, وبين الهوى المبني على رؤية طائفية ضيقة, فبعض وسائل الاعلام تنظر الى معركة الوطن مع الارهاب من ثقب باب ضيق, ولا تنظر الى الجيش والحشد الذي يتقدم الصفوف مدافعا ومضحيا عن الوطن يحمل علم واحد يمثل العراق, يفاجئ بالخطاب الاعلامي مبني على رؤية اخرى, وآفق اخر ليس للوطنية فيه من مجال.
واضاف الشلاه ان موضوع الاعلام العراقي المبثوث عربيا, يعاني من قضية معقدة, فهذا الاعلام العربي ياتي باصوات عراقية تتحدث باكاذيب تساق عن القوات العراقية والحشد الشعبي, بالرغم من معركة الفلوجة تجري امام عدسات وعيون الكاميرات الفضائية العربية والدولية, وتبث كلام يجزئ الدم العراقي على اساس الطوائف, وعلى القوى السياسية والعسكرية، مؤكدا رفض الاعلام العراقي والمؤسسات الاعلامية لهكذا خطاب، وان خطاب الحكومة هو خطاب المواطن ، وما تحمله شبكة الاعلام العراقي هو أفق واضح ورؤية واضحة في كلمات الخطاب مع مايظهر في قناة العراقية والقنوات العراقية الاخرى.
مدير المكتب الاعلامي لرئاسة الوزراء الدكتور قاسم عبد الجبار اشار الى ان كل الحديث يدور اليوم عن الفضائيات ولا احد يتحدث عن الصحافة والاذاعات والمطبوعات, والكل يدعي ما يقوم به يمَثل في اطار المسؤولية الوطنية, اي اننا نختلف في درجة اللوم في زوايا معينة, رغم ان الحديث عن الفضائيات العراقية المتعددة, لذلك يكون من الصعب اقحام توحيد مفردة الخطاب الاعلامي, لان الوضع السياسي لايسمح بذلك, فكلمة التوحيد غير واضحة, وفي ضوء هذا المناخ المتعدد لايمكن ان يكون الخطاب الاعلامي واحد.
واقترح الدكتور عبدالجبار ان تعاصر العبارة الاعلام والمسؤولية الوطنية وان تكون اسس الخطاب الوطني, بدل خطوات توحيد الخطاب الاعلامي, والمسؤولية الوطنية لانها لاتختص بالاعلام فقط, بل المضامين والافكار التي يتم مناقشتها, ونقلها الى الجمهور, واضاف انه لايكون مجديا مواجهة فضائيات تعادي العملية السياسية في العراق, تقف ورائها دول وذات تمويل كبير وخطط اقليمية, لذلك هنالك حاجة لحملات توعوية للوعي الاعلامي, وتنشئة الجمهور وتحصينه عبر حملات اعلامية موجهة(مقصودة) للجمهورالمحلي، ومحاربة الاشاعات المغرضة, التي تستهدف معنويات الجنود والقوات المسلحة, خصوصا في ارض المعركة, مثل مناشدة جنود السرية الفلانية المحاصرة في قاطع كذا الخ…. كيف تمَكن الجندي من الاتصال بالمواطن العادي بدلا من الاتصال بمركز قيادته؟ وهذا ما يحتم ضرورة محاربة تلك الشائعات وعدم الترويج لها.
وتحدثت الاستاذ في كلية الاعلام – جامعة بغداد الدكتورة سهام الشجيري عن وجود فضائيات عربية تمارس تزييف الحقائق, وترّوج للاكاذيب وعرضها على انها حقائق تجاه العراق, وهذا الخطاب مغرض ومؤلم ولذلك يجب ان يكون الخطاب الاعلامي العراقي موحد, فالكل يعرف ان الوسائل الاعلامية متعددة من حيث مصادر التمويل, وتابعة لبعض الاحزاب والكتل السياسية والدينية, وهناك مجهولة التمويل, وهناك تابعة لبعض دول الجوار, وبالتالي صعوبة خلق خطاب اعلامي سياسي عراقي موحد، منتقدة عدم وجود رؤى موحدة في الخطاب الاعلامي العراقي ازاء التحديات الاعلامية الخارجية، ووجود ضعف في مواجهة الخطاب الاعلامي للجماعات الارهابية.
ودعت الشجيري مؤسسات الدولة الى الاستفادة من الدراسات التي تضعها كلية الاعلام الخاصة بالخطاب الاعلامي, خصوصا مع تزايد خطابات الكراهية في بعض الفضائيات والتي تهدد السلم الاهلي والامني والاجتماعي.
واشارت الى وجود خلل في تصريحات للمسؤليين الامنيين حيث يقوم المسؤول بالكشف عن تفاصيل وخطط العمليات العسكرية, مما يعطي معلومات مهمة عن تحركات الجيش والحشد للارهابيين.
رئيس المركز العراقي للتنمية الاعلامية الدكتور عدنان السراج اكد على ان الاعلام منظومة كبيرة تشمل مؤسسات وخطوات ومنشات وتجمع بين السياسة والاعلام والمجتمع, وبين طبيعة التحالف داخل المجتمعات والعلاقات الدولية الاقليمية, فقد يكون اعلام يسير باتجاه, يقابله اعلام يسير باتجاه اخر, وهنا يمكن النظر الى الموضوع كمنظومة وليس كمحطات او قنوات فضائية متعددة, والقنوات التلفزيونية الفاعلة هي التي تجر الجميع الى المعركة, وهذا الامر يحتم على وجود منظومة اعلام عراقي ناضجة ذكية, قادرة على ان تجمع السياسة بالاعلام, وقادرة على ان تكرس المجتمع بحركة مجتمعية, لخدمة الراي العام كالبنيان المرصوص لتوحيد وبناء الخطاب الاعلامي .
وشارك في الحوار رئيس تحرير صحيفة الصباح الجديد الصحفي اسماعيل زاير: مبينا ان بعض المؤسسات الاعلامية العربية تنقل انصاف الحقائق والبيانات والتفاصيل الى المواطن العربي, عبر مجموعة هائلة من القنوات والفضائيات, التي يصعب السيطرة عليها, فبعض الخطابات تكون سطحية, مما لايعطي اي عمق يساعد المشاهد على ادراك المغزى الحقيقي على الارض, بالاضافة الى غياب الخطاب الرسمي اللاعب (الناطق الرسمي) والمتمثلة بوكالة انباء عراقية رسمية متخصصة تنقل لجميع الوكالات العربية والاجنبية الرسمية وشبه الرسمية, الاخبار والمعلومات وباكثر من لغة, وتبين المواقف الرسمية والتفاصيل الرسمية الدقيقة, الخاصة بالملف العراقي الداخلي من بيانات وخطابات سياسية لرئيس الوزراء والجمهورية.
منتقدا عدم وجود مركز اعلام خارجي خاص, للاتصال بالوكالات والجهات الاجنبية لايصال الصوت العراقي خارجيا.
رئيس شبكة الاعلام العراقي الاستاذ فيصل ريكان اعرب عن ثنائه وشكره للجهود المبذولة لجميع الاعلاميين الذين نقلوا صور الحقيقة كاملة, وكسروا هيبة داعش, وكانوا في عين الحدث في نقل معركة الفلوجة, ووقفوا مع القوات الامنية والحشد الشعبي في خندق واحد مضّحين بانفسهم , من اجل وحدة العراق وسلامة ارضه.
هذا وكانت هنالك مداخلات من الحضور.
الاستاذ في كلية الاعلام الدكتور كاظم المقدادي تسائل بالقول اين تكَمن الهوية الوطنية؟ او الهوية العراقية؟ انْ تسبق المسؤولية الوطنية, فمع الاسف الهوية الوطنية, موزعّة كما هو التمويل موّزع على الفضائيات والاذاعات والصحف والقنوات, فالتمويل خطير جدا في لحظة ما , لاتوجد هوية وطنية عراقية اصيلة تتحدث بها، فمعظم الفضائيات تتجه لهذا الطرف او ذاك بما يتماشى مع مصلحتها المادية (المالية).
الاعلامي كامل الكناني: اشار الى وجود خلل بنيوي في المؤسسات الاعلامية العراقية, حيث لاتوجد رؤية وطنية متفق عليها, وهنا تكمن الحاجة الى رؤية وطنية واحدة تصبح معيار معتمد للفضائيات العراقية.
فاضل ابو رغيف اعرب عن استغرابه من وجود هجمة واسعة على هيئة الاعلام والاتصالات وقناة العراقية, التي تعرض ثمانية برامج سياسية مختلفة الالوان, وتضطلع بعرض الكثير من الحقائق التي غيّبت قهرا اوسهوا اوقسرا, وهناك قنوات لاتقل وطنية عن العراقية التي لديها في برامجها اكثر من محاور سياسية واعلامية ولديها تغطية مستمرة للمعارك, فهي دائما متصدية وتمارس دور المدافع وتمارس ردة الفعل وقد ابرزّت دور الحشد الشعبي والقوات الامنية وهو دور يستحق الثناء لانها ممثلة جميع ابناء الشعب العراقي وليست تابعة لاي طرف حزبي او سياسي.
الاعلامي والمهندس محمد العكيلي تسائل عن الجهة المحددة التي من الممكن التي تقوم بالواجبات والمهام لتشكيل خطاب اعلامي سياسي موحد, فغياب للرؤية وانعدام المؤسسة المعنية بالموضوع, يؤدي الى انعدام للتخطيط الاعلامي للمؤسسات, مبينا ان هنالك حاجة الى تشكيل جهة معينة لتخطيط وتوحيد خطاب اعلامي واضح, في الفضائيات والصحف والمجلات, ولايقتصرعلى الفضائيات العراقية.
واشار العكيلي الى ان هناك هجمة واسعة على العراق, وهنالك فضائيات عراقية تشارك من حيث تشعر او لا تشعر في صناعة رأي عام جماهيري باطل ضد الدولة, وبات الموطن من خلال مشاهدة تقارير اخبارية سياسية معينة يحمل بيده معول يهدم بناء الدولة العراقية من حيث لايشعر.
النائب حيدر المولى، قال: ان الحديث عن توحيد الخطاب الاعلامي, اذا كانت وسائل الاعلام مستقلة اما اذا كانت تلك الوسائل تابعة لجهات دينية او سياسية او حزبية فصعب توحيد خطابها الاعلامي, مشيرا الى وجود مادة في قانون الاحزاب تنص على ان يكون الخطاب خطابا معتدلا بعيدا عن الطائفية واثارة النعرات, بعيدا عن اثارة ما يمكن ان يوقع العداوة بين ابناء المجتمع .
واعرب عن اسفه من تحدث بعض السياسيين بخطاباتهم تحريضية ضد الشعب العراقي ويقولون اشياء غيرحقيقية تؤثر سلبا على وضع البلاد.
الاعلامي والاكاديمي الدكتور عارف الساعدي شدد على على ضرورة ان تختصر اليات محاربة الخطابات التحريضية بالكلام فقط، بل بانتاج برامج عراقية صرفة توازي في شكلها ومضمونها البرامج العربية، وبالتالي لمحاربة ببرامج اعلامية لمواجهتم.